الحزن.. ذاك الوحش الأليف

بوابة فيتو 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحزن.. ذاك الوحش الأليف, اليوم الأحد 3 مارس 2024 12:56 مساءً

يقال إن الناس يمكنهم التعايش مع الحزن، لكنهم لا يستطيعون التعايش مع الخوف.. يمكننا اعتبار الحزن صاحبا طيبا أو حتى وحشا أليفا يمكن التعايش معه، بينما الخوف وحش شرس يمنعنا من الحياة تماما.

 

مع الحزن، تستمر الحياة، ونبدأ في التأقلم والعمل، وقد نضحك حتى بعدما نألفه. لكن مع الخوف، لا وجود لهذه الكلمات. يتوقف كل شيء في حياتنا، ونفقد شهيتنا لأي شيء.. الخوف يجعلنا نرفض التحديات ونغلق أبوابنا أمام الفرص.. ولكن مع مرور الوقت، يكتشف الإنسان أن الخوف هو أكبر كذبة في حياته.

Advertisements

 

الخوف ضريبة ندفعها مقدما، وفي أوقات كثيرة نكتشف أننا لم نكن مضطرين لدفعها.. دائما ما يرتبط الخوف بتوقع مصيبة أو كارثة ستقع علينا، بينما وقوع الكارثة أو المصيبة ليس أمرا محققا.. لكن لطف الله أكبر بكثير من توقعاتنا.

 

والغريب أننا نخاف من شيء قد يحصل، بينما لو حصل بالفعل، يختفي الخوف.. وسبحانه وتعالى دائما ما ينزل اللطف مع المصيبة - إذا وقعت - أو يمنع وقوعها من الأساس.. لهذا السبب أقول إن الخوف هو أكبر كذبة في حياتنا، لأنه يمنعنا من الحياة بينما هو أمر غير مؤكد.

 

بالتأكيد، لا يمكنني إقناع نفسي بالتوقف عن الخوف، لكنني على الأقل بدأت أقنع نفسي بتحدي الخوف وترويضه.. ويمكننا جميعا أن نفعل ذلك دون وعي.

 

على سبيل المثال، جميعنا تقريبا كنا خائفين من فيروس كورونا حد الموت، لكننا مع ذلك كنا نضحك ونهزل ونشغل أنفسنا بفستان فلانة وطلاق علان، ونأكل.. ونأكل.. ونأكل.. وسع كده.. ونأكل خصوصا في فترة الشتاء.

 

 

وإذا كان الحزن يكبر مع مرور الأيام، فالخوف جبان أصلا، وبمرور الأيام يتضح لنا أنه أصغر بكثير من الحجم الذي كنا نتخيله.. وعلى كل حال، لقد حسم الله سبحانه وتعالى المسألة في كلمتين "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا".

أخبار ذات صلة

0 تعليق